كيف يبتسم وهو يرى مجموعه من الناس تملك كل شىء وهو لا يملك اى شىء أناس ظهروا على مسرح الاحداث فى مصر وتحولوا الى بهوات رغم انهم كانوا مواطنيين بسطاء عاديين يعيشوا ما يعيشه كل المصريين ولكن بعد تطبيق نظم الاحتكار والرأسماليه وجدناهم قفزوا فوق رؤوس وأكتاف المصريين فوصلوا للنجوم وتركوا المصريين البسطاء ينظروا اليهم حتى كادت ان تنخلع اعينهم من شدة التحديق , فأصبح 2% من المصريين (الساده) يملكون 40% من ثروة البلاد واما المواطن المصرى البسيط فلا يملك ثمن قوت اولاده حيث أصبح44%من الشعب المصرى واقع تحت خط الفقر لا يزيد دخله اليومى عن دولار واحد وان كان هذا الدولار الواحد حلم بالنسبه للعديد من المصريين الذين لا يجيدون حتى ولو جنيه فى اليوم وبهذا اصبح ليس امام هؤلاء البسطاء سوى خيارين اما ان ينظر اليهم( الساده) ويتحسر على ما يعيشه من فقر وذل او يحلق الى السماء لا لينظر اليهم وانما ليدعوا عليهم على نهبنهم لاموال المصريين .
كيف يبتسم وهو يسمع عن ذلك الشباب الذى يموت كل يوم فى محاولة للخروج من جحيم ذلك البلد فقد وصل عدد المهاجرين المصريين فى السنوات الاخيره الى اربعة ملايين , 820 ألفاً من الكفاءات و 2500 عالم في تخصصات شديدة الأهمية , ولكن المفاجأه فى عدد المصريين الذين يفكروا فى الهجره الى أمريكا رغم كل ما نسمعه ونعرفه عن القسوه والشده فى التعامل مع العرب خاصة من بعد احداث11سبتمبر ورغم هذا نجد ستة ملايين طلب هجرة للولايات المتحدة فى عام واحد رفعوا جميعهم شعار نار امريكا ولا جحيم مصر , ذلك البلد الذى كان دائما عامرا بخيرات لو وزعة بالعدل على كل المصريين لعاشوا جميعهم فى نعيم ولم يفكر احد فى ترك وطنه .
كيف يبتسم المصرى وهو يترقب فى كل صباح وينتظر ارتفاع جديد ومخيف فى الاسعار فيأتى اخر الشهر ليحصل على مرتبه الضئيل فينظر اليه فيجده لا يكفى حتى عشر احتياجاته هو وأولاده ومنذ هذه اللحظه عليه ان يعد نفسه على تحمل مشهد ابنائه وهم يتلوى من الجوع امام عينه وهو لا يقوى على عمل اى شىء .
كيف يبتسم وهو ذاهب لشراء رغيف خبز لابنائه فى الصباح ويفكر هل سيعود ام لن يعود فمع تعدد مراتب الشهاده ظهرت فى مصر مرتبه جديده من مراتب الشهاده وهو شهيد رغيف الخبز فمن الناس من مات من شدة الزحام ليحصل على عدد محدود من الخبز ومن الناس من عاد الى بيته مهموما بعد ان فشل فى معركة طبور العيش وبعد طول انتظار لم يستطيع ان يأتى بخبز لابنائه وعليهم ان يتحملوا الجوع حتى صباح اليوم التالى ويقوم بمحاوله جديده متضرعا الى الله الا يفشل مره اخرى .
كيف يبتسم وهو يرى ذلك التدهور الشديد فى الخدمات الصحيه فالمصرى دائما يرفع شعار ((طالما الصحه بخير فى كل شىء يهون)) ولكن الان فقد هان كل شىء بعد ان اصبح لا يوجد فى مصر مواطن مصرى لا يعانى من مرض معين فقد تضاعف عدد المصابين بالسرطان الى ثمانية اضعاف وبلغ عدد المصابين بمرض السكر الى 7 ملايين اى10 % تقريبا من عدد السكان كما وصل عدد المصابين بالإلتهاب الكبدي الى 13 مليون اى حوالى20 % من الشعب ومع قلة عدد المراكز الاولى التى تحصل عليها مصر فى المجالات المختلفه على مستوى العالم الا انها فى الامراض احتلت المراتب الاول على مستوى العالم بجداره فأصبح فى مصر أعلى نسبة في العالم فى الفشل الكلوي وأعلى نسبة في العالم فى الذبحة الصدرية20% من الحالات شباب تحت الأربعين وأعلى نسبة في العالم فى مرض البلهارسيا كما تنفرد مصر بعدد من الامراض والتى لاتوجد الا فى عدد محدود من دول العالم مثل مرض شلل الأطفال والذى لا يوجد سوى فى 6 دول في العالم فقط وبالطبع مصر فى مقدمتهم وحتى الامراض النفسيه اصبح هناك عدد مخيف من المصابين بامراض نفسيه مثل الاكتئاب والذى بلغ عدد المصريين المصابين بهذا المرض 20مليون مواطن مصرى وستة ملايين مصابين بمجموعه من الامراض النفسيه الاخرى ومن المرجح ان تتضاعف تلك النسب فى ظل ذلك الوضع الذى يعيشه المصريين الان ولكن وبرغم كل هذا لم يكن ذلك هو سبب معاناة المصريين الحقيقه فالشعب المصرى شعب قد تعود منذ الاف السنيين على الاوجاع فالمعاناه الحقيقيه هى عندما يرى الاب احد ابنائه يتألم امام عينه من شدة المرض وهو لا يقوى على فعل شىء وعندما يذهب به الى المستشفى لكى يعالج لا يجد له مكان وان وجد فحال المستشفى يمرض المعافى السليم ولا يوجد اطباء أكفاء فقد انشغلوا فى عيادتهم الخاصه نظرا للاجور الزهيده التى يحصلوا عليها من المستشفيات الحكوميه ولا يرى امامه سوى اختيار وحيد وهو ان يسرع الى المستشفيات الخاصه لكى يموت هو بالسكته القلبيه عندما يرى فاتورة العلاج .
كيف يبتسم المصرى وهو يرى التدهور والتأخر فى كل شىء حتى فى التعليم والذى قد قال عنه الزعيم مصطفى كامل انه السبيل الوحيد لعلاج مشاكل اى أمه , ولكن حتى هذا السبيل الوحيد اصبح مشكله من اكبر المشاكل حيث اصبح تعليم متأخر والغش اصبح علانية وسياسه من التخبط فى الانظمه التعليمه , كيف يبتسم وهو يرى ان زملاء أبنائهم ممن كانوا اقل منهم فى المستوى التعليمى يحصلوا على أعلى الدرجات لأن أباءهم أستطاعوا بأموالهم أن يشتروا لهم الامتحانات , هذا غير حال المدارس والذى لايخفى على احد من سوء للتنظيم وتكدس للطلاب داخل الفصول ليتحول التعليم فى مصر ويصبح عباره عن دروس خصوصيه وكتب خارجيه وجامعات خاصه ولو جمعنا كل هذا سيفسر لنا بمنتهى السهوله سبب الجهل الذى اصبح يعم مصر واستمرار ارتفاع نسبة الاميه رغم كل الجهود المبذوله للقضاء عليها حيث تبلغ 26% اى اكثر من ربع الشعب المصرى ومن المتوقع ان تزداد تلك النسبه فى السنوات القادمه بعد ان يصبح هم المواطن المصرى الوحيد هو كيف يوفر لقمة طعام لابنائه دون ان يفكر فى تعليم او غيره من اساسيات الحياه .