حرب لا ناقة لنا فيها ولا بعير
هى الحرب العالميه الاولى والتى اتخذتها انجلترا زريعه لاتخاذ بعض الاجراءات التعسفيه سميت بالاحكام العرفيه حيث قامت بتجنيد عدد كبير من المصريين والذى اكده بعض المؤرخين ان انجلترا قد جندت من المصريين ما يقرب من مليون وربع جندى وقامت بوضعهم فى ميادين القتال انتزعوهم من احضان ابائهم وامهاتهم واخرجوهم بعيدا عن وطنهم لاشركهم فى معركه لو سألت اى جندى منهم لماذا تحارب او حتى مع من تحارب لما وجدت عنده اى اجابه , وهنا يتسأل البعض اين سلطان مصر من كل هذه الاجراءات فقد كان فى سبات عميق ينظر ويتابع ما يفعله الانجليز كأى مواطن مصرى اخر ولكن الفارق هو انه كان يرفع شعار التأيد التام وظل على هذا الحال الى ان مات فى 9 اكتوبر 1917م وكان المفروض أن يتولى كمال الدين حسين أبن السلطان العرش واعتذار ابنه كمال الدين حسين عن وراثة أبيه في حكم مصر في سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ مصر فنجاه الله من ان يحمل فى رقبته اوزار ذلك الشعب المسكين , وخلف حسين كامل اخيه أحمد فؤاد والذى انتهج نفس سياسة اخيه فى الطاعه العمياء للانجليز حفاظا على عرشه , وهنا يتسأل البعض ايضا كيف استطاع المصريين تحمل كل هذا هل ذلك الشعب مسالم الى هذا الحد يستطيع تحمل كل هذا الظلم والمهانه دون اى اعتراض , ولكن فى حقيقية الامر أن المصريين فى تلك الفتره كانوا فى حاله رهيبه من الغليان ولكن وعد الانجليز الزائف الذى وعدوا المصريين به عندما فرضوا تلك الاجراءات واوهموا المصريين انها احكام مؤقته اثناء الحرب مع الوعد بمجرد انتهاء الحرب انتهاء تلك الاحكام والغاء الحمايه الانجليزيه عن مصر ورحيل الانجليز عن مصر, ومن هنا ضغط المصريين على انفسهم وأخمدوا الثوره بداخلهم الى ان تنتهى تلك الحرب فقد كانوا يصبروا انفسهم بأنهم بمجرد انتهاء تلك الحرب سوف ينتهى كل هذا العناء , وظل المصريين منتظرين انتهاء تلك الحرب بفارغ الصبر الى ان انتهت الحرب بالفعل بعد مرور اربعة سنوات عجاف , وهنا اعتلت البسمات وجوه المصريين ولسان حالهم انه حان وقت الخلاص .
وهنا وبعد كل هذه الاحداث المتشابكه سنجد ان هناك سؤالا هاما يطرح نفسه وهو هل يمتلك الشعب المصرى كل هذا القدر من الصبر اربعة سنوات اى ما يعادل 1440يوم والمصرين يترقبوا وينتظرون انتهاء هذه الحرب وهنا استوقفنى شىء هام وهو موقف اليهود فقد اشترك اليهود فى تلك الحرب وقدموا مساعدات لانجلترا وحليفتها مقابل مساعدة الانجليز والحلفاء لليهود على انشاء وطن قومى لليهود على ارض فلسطين ولم ينتظر اليهود ان تنتهى الحرب فضغطوا على الانجليز حتى صدر ما عرف بوعد بلفور قبل انتهاء الحرب بعام كامل فى فبراير 1917م والذى تعهدت فيه بأعطائهم وطنى قومى على ارض فلسطين , فى الوقت الذى ظل فيه المصريين يعدوا الايام والسنين وتملائهم الاحلام والامانى ولكن بمجرد انتهاء الحرب تحولت تلك الاحلام الى سراب وتناسى الانجليز كل الوعود التى وعدوا بها المصريين