وأعتلى نائبه محمد حسنى مبارك كرسى الحكم فى 14 اكتوبر 1981 والذى حرص منذ الوهله الاولى ان يظهر للمصريين انه خير خلف لاحسن سلف , وبدأ المصرى البسيط يطرح سؤال محير هل يستطيع الرئيس مبارك ان يغير قدر المصرى مع المعاناه ام انه جاء ليستكمل مسلسل العناء , وبمجرد استلام الرئيس مبارك الحكم لاحظ الناس نشاط ملحوظ فى الداخل والخارج , وكان حريصا على عدم حدوث اى اضطرابات تعطل اتفاقية السلام وتسليم سيناء وفعلا تحقق الحلم الذى طال انتظاره فى 25 ابريل 1982 اليوم الذى شاهد فيه المصريين علم مصر يرفرف على ارض سيناء , ولكن اليهود كعادتهم حاولوا وضع العريقيل فى وجه عملية السلام بالتمسك بطابا وادخلها ضمن الحدود الاسرائيليه ولكن تمسك الرئيس مبارك بعودة طابا كاملة لمصر , فقام بعرض القضيه على محكمة العدل الدوليه , وأعلنت هيئة التحكيم الدولية في الجلسة التي عقدت في برلمان جنيف في 30 سبتمبر 1988 حكمها في قضية طابا ، وأصدرت حكما بالإجماع أن طابا أرضا مصرية .
وفي 19 مارس 1989رفع الرئيس مبارك علم مصر على طابا المصرية معلنا نداء السلام من فوق أرض طابا , وبهذا الموقف أتضحت شخصية مبارك القويه والحكمه الشديده ايضا فى اتخاذ القرار وظهر ذلك ايضا فى سياسية مبارك فى حل الخلافات بين مصر وبعض الدول العربيه والتى كانت مترثبه منذ عهد السادات كلها امور دلت على عقليه رشيده فى اتخاذ القرارت السياسيه عقليه كان شعارها دائما ان السلام هو الاختيار الامثل ومع طول فترة حكم الرئيس مبارك ظلت مصر بعيده عن الاطماع الخارجيه الا ان فى بعض الاحيان تعرضت مصر للتدخلات الخارجيه ولكنها كانت تدخلات سياسيه وليست عسكريه .
ولكن عندما قرر أن يوجه نظره نحو الجبه الداخليه وينظر لحال المجتمع المصرى والذى كان يعانى على كافة الاصعده , نظر مبارك فوجد شعب محطم نفسيا واقتصاديا فقد كان الاقتصاد المصرى على وشك الإفلاس و لم تكن مصر قادرة على تسديد مستحقات ديونها الأجنبية التى زادت على 40 مليار دولار فى ذلك الحين ، كما كانت علاقة مصر بالدول العربيه لا تسمح لها بمرونة الحركة وتلقى المساندة والدعم من الأشقاء العرب , وعلى الجانب السياسى فكعادة المصريين كانوا مغيبين عن حكم بلادهم والحكومه هى التى تحرك البرلمانات الشعبيه , ومع ظهور العديد من العبارات التى بدأت تملىء العالم تنادى بالحريه والديمقراطيه كلمات لم يسمع عنها المصريين من قبل الا ان الرئيس مبارك استطاع ان يدخل تلك الكلمات فى عقول المصريين , وتغيرت العديد من المفاهيم فأصبح للمواطن حق التعبير عن رأيه والنقض وهى اشياء لم يسمع عنها او يتخيلها المصرى من قبل فالحقيقه ان بمقارنة عصر مبارك والعصور السابقه سنجد انه من اكثر الفترات التى سمح فيها للمصرى بالتحدث والتعبير عن رأيه حتى ولو كان مخالفا لتوجهات الحكومه ولكن الكل يتحدث وفى النهايه ما يرده النظام هو الذى يتحقق وبهذا فقد تحولت تلك المفاهيم الى مجرد كلمات وليست معانى , فأصبحت معظم احاديث الرئيس مبارك لا تخلو من هذه الكلمات والتى تنادى بالحريه والديموقراطيه لجميع افراد هذا الوطن ولكن عندما ننظر لنرى تطبيقا عمليا لهذه الكلمات والمفاهيم بشكل صحيح فى مصر فلا نرى الا الثراب .
فعلى سبيل المثال كلمة ديمقراطيه والتى اتخذها الحزب الحاكم( الحزب الوطنى) شعارا له والذى من المعروف ان اهم مبادىء تلك الكلمه هو مبدأ تداول السلطات وهذا غير موجود نهائيا فى مصر والديمقراطيه تعنى ترجيح رأيى الاغلبيه ولكن يذهب الشعب كله لشىء وفى النهايه نرى قله قليله تنفذ ما تريد تنفيذا لمصالحها على حساب مصلحة المواطن البسيط , والى جانب ظهور عبارات مثل الديمقراطيه وحقوق الانسان وحقوق المواطن ظهرت ايضا على الجانب الاخرعبارات مثلا الاحتكار والرأسماليه والتى أدت الى التحكم فى أقوات المصريين الفقراء وسادت مصر حاله من الفوضى والاضطراب فى كافة المجالات , وبهذا فقد اعطونا ديمقراطيه غير كامله واخذوا أمامهم كل شىء , أخذوا امامهم البسمات من على وجوه ذلك الشعب الذى لطالما عرف عنه خفة الظل وحلاوة الروح والابتسامه حتى فى احلك الظروف لكن ذهبت من على وجهه البسمات حتى فى اسعد اللحظات وان كانت تلك اللحظات قليله جدا فى حياته , وعندما تتسأل عن سبب ذلك الوجوم والجمود الذى اصبح يرتسم على وجوه معظم المصريين سيجيب لك المصرى على هذا السؤال بمجموعه من الاسئله ؟.