فبدأت الحرب فى 5يونيه 1967م , وما هى الا و ستة ايام وكان كل شىء قد انتهى ضاعت أرض سيناء وفقدت مصر كل شىء جيشها وكبريائها وكرامتها فى المنطقه , فبتخيل تلك الحرب تظهر عددت مشاهد مؤلمه كان المشهد الاول منها هو صورة الجندي المصرى التائه فوق ارض سيناء ولم تكون صوره واحده بل مجموعة صور يمكن تخيلها من مطاردة طائرة مقاتلة إسرائيلية لجندي مصري منسحب فوق رمال سيناء حتى تقتله، ومدى ما يشعر به هذا الجندي من بؤس حتى يلاقي ربه , والمشهد الثانى كان عند الضفة الغربية للقناة حيث يظهر تشتت الجيش، الذي عاد منسحباً من سيناء، بعد أيام قلائل من دخولها في مظاهرة عسكرية حاشدة وليست معركه حربيه ، والمشهد الثالث كان للضفة الشرقية للقناة حيث يقف جنود إسرائيل في غرور وزهو لا يمكن تصوره او تخيله . ويعلن وزير الدفاع الإسرائيلي في صورة درامية أرقام تليفونات مكتبه ليتمكن القادة العرب من الاتصال به ليتفضل عليهم بالسلام , والمشهد الرابع هو صورة صـغيرة للقيادة العامة للقوات المسلحة فارغة من قادتها، ولا يظهر فيها المسؤول عن اتخاذ القرار ,والمشهد الخامس لجماهير مصر وقد علا وجوههم ذهول من الصدمة وامتدت أبصارهم إلى آفاق المجهول وكان هذا المشهد هو اشد المشاهد ألما , فقد كانت مشاهد تتشابة جميعها فى وقعها الأليم على نفوس المصريين , ولكن أكثر ما يؤلم فى تلك الحرب هى سياسة التضليل التى اتبعتها القياده والحكومه مع الشعب عزفوا على وتر سذاجة الشعب واوهموهم بنصرا ساحق ففوجىء الناس بهزيمه ساحقه , مشهد مؤلم جدا يتجمع الناس حول الراديو ويستمعوا لبيانات الاذاعه , القوات المصريه تسقط 250 طائره اسرائيليه , القوات المصريه على مشارف تل ابيب ,حفل ام كلثوم القادم سوف يكون فى تلك ابيب , فعاش الشعب فرحه عارمه لم يفرح مثلها من قبل فتبادلوا الاحضان والتهانى وأخذت قلوبهم تهتف قبل السنتهم بعبارات التهليل والتكبير , ولكن نفس هذا الجهاز( الراديو) الذى خرج منه ما انفطرت منه القلوب من السعاده خرج منه ما مزق القلوب من الحزن , عرف الناس الحقيقه المره , فذاقوا مرارة الهزيمه مثلما تذوقها الجنود فى المعركه فبعد قرار الانسحاب العشوائى والتخبط الذى اتبعه المشير فى ادارة هذه المعركه وجد الجنود انفسهم تحت نيران الطيران الاسرائيلى الذى اخذ يحصد ارواحهم واحد تلو الاخر فمات11500 مصرى فى تلك الحرب فى الوقت الذى مات فيه من اليهود 238 اسرائيلى هذا غير من مات وهو فى بيته بعد ارتفاع مؤشر سعادته الى اعلى مستوياته ثم انخفاضه الى ادنى مؤشراته فجأه حيث حدثت لهم عملية تشبه عمليات البستره ولكنها كانت هذه المره بستره نفسيه راح ضحيتها العديد من المصريين , فقد كان يوم 5 يونيه اليوم الذى بكى فيه جميع المصريين من شدة ألم الهزيمه , واستكمالا لمسلسل التضليل حاولوا اقناعنا بان سبب الهزيمه هو استخدام اليهود لعنصر المفاجأه رغم ان كل كبير وصغير فى القياده المصريه كان على يقين بما سوف يحدث ولكن لم يتحرك احد .